الغسيل متى يصبح الخيار الأمثل لمرضى الفشل الكلوي؟
تُعدّ الكلى مرشّحًا طبيعيًا يُخلّص الجسم من الفضلات والسموم، ويُحافظ على توازن السوائل والأملاح في الدم. وعندما تُصاب الكلى بالفشل عند مرضى الفشل الكلوي، تتعطل هذه الوظائف الحيوية، ويصبح المريض بحاجة إلى علاج يُعوّض عن عمل الكلى المفقود. يُعدّ الغسيل الكلويّ أحد أبرز خيارات العلاج لِمَرضى الفشل الكلوي، وذلك عن طريق تنقية الدم من الفضلات والسموم بشكل اصطناعي.
يهدف هذا المقال إلى تقديم معلومات شاملة حول الغسيل الكلوي، متى يبدأ المريض في الخضوع له، وكيفية تحديد الوقت المناسب لبدء العلاج، مع التطرق إلى أنواع الغسيل الكلوي، ومميزاته، ومخاطره المحتملة، بالإضافة إلى بعض النصائح التي يجب على مرضى الفشل الكلوي اتباعها.
ملاحظة: هذه المعلومات للإطلاع فقط، ويجب استشارة الطبيب المختص لتحديد الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة.
ما هو الفشل الكلوي؟
يُشير مصطلح "الفشل الكلوي" إلى تدهور وظائف الكلى وعدم قدرتها على تصفية الفضلات من الدم بشكل فعال. وينقسم الفشل الكلوي إلى نوعين رئيسيين:
- الفشل الكلوي الحاد: يحدث بشكل مُفاجئ وسريع، وغالبًا ما يكون عكسيًا مع العلاج المناسب.
- الفشل الكلوي المُزمن: يحدث بشكل تدريجي على مدى سنوات، وغالبًا ما يكون غير قابل للشفاء بشكل كامل.
ما هو الغسيل الكلوي؟
يُعدّ الغسيل الكلوي علاجًا منقذًا للحياة يُستخدم لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم عندما تعجز الكلى عن أداء وظيفتها بشكل طبيعي. ويهدف الغسيل الكلوي إلى:
- التخلّص من الفضلات والسموم الزائدة في الدم.
- التحكّم في مستويات السوائل والأملاح في الجسم.
- المساعدة في التحكّم في ضغط الدم.
متى يبدأ مريض الفشل الكلوي الغسيل؟
لا يوجد وقت مُحدّد لبدء الغسيل الكلوي، إذ يعتمد ذلك على عدّة عوامل، منها:
- درجة تدهور وظائف الكلى، والتي يتمّ قياسها بنسبة الترشيح الكبيبي (GFR).
- شدة الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل الغثيان والقيء وضيق التنفس وتورّم الساقين.
- الحالة الصحية العامة للمريض وعمره والأمراض الأخرى التي يعاني منها.
بشكل عام، يوصي الأطباء ببدء الغسيل الكلوي عندما تقلّ نسبة الترشيح الكبيبي عن 15 مل/ دقيقة/ 1.73 م2، أو عندما تظهر على المريض أعراض شديدة للفشل الكلوي.
أنواع الغسيل الكلوي
يوجد نوعان رئيسيان من الغسيل الكلوي:
غسيل الكلى الدموي (Hemodialysis):
يُعدّ أكثر أنواع الغسيل الكلوي شيوعًا، ويتمّ من خلاله سحب دم المريض وتمريره عبر جهاز خاص يُسمّى "جهاز الغسيل الكلوي" لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة، ثمّ إعادة الدم النقي إلى الجسم. يُجرى غسيل الكلى الدموي عادةً في مركز غسيل كلوي ثلاث مرات أسبوعيًا، وتستغرق الجلسة الواحدة حوالي 4 ساعات.
غسيل الكلى الصفاقي (Peritoneal dialysis):
ويتمّ من خلاله إدخال محلول تنظيف خاص إلى البطن عبر أنبوب دائم يُسمّى "قسطرة الصفاق". يقوم الصفاق، وهو غشاء يُبطّن التجويف البطني، بدور مرشّح طبيعي لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم. يُجرى غسيل الكلى الصفاقي عادةً في منزل المريض، ويتمّ تغيير محلول التنظيف عدة مرات خلال اليوم.
يُحدّد الطبيب النوع المناسب من الغسيل الكلوي لكل مريض حسب عدّة عوامل، منها الحالة الصحية العامة للمريض ونمط حياته وتفضيلاته الشخصية.
مميزات الغسيل الكلوي
يُساهم الغسيل الكلوي في إنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي وتحسين جودة حياتهم، من خلال:
- التخلّص من الفضلات والسموم الزائدة في الدم، مما يُقلّل من الأعراض المُزعجة التي يعاني منها المريض، مثل الغثيان والقيء والحكة وتورّم الساقين.
- التحكّم في مستويات السوائل والأملاح في الجسم، مما يُقلّل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- تحسين مستوى الطاقة والمزاج العام للمريض.
- تمكين المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي إلى حدّ ما.
مخاطر الغسيل الكلوي
على الرغم من الفوائد الكثيرة للغسيل الكلوي، إلا أنّه ينطوي على بعض المخاطر المحتملة، مثل:
- انخفاض ضغط الدم أثناء جلسات الغسيل.
- العدوى في موقع إدخال الإبرة أو القسطرة.
- فقر الدم ونقص الحديد.
- أمراض العظام والمفاصل.
- مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
يجب على المرضى مُناقشة هذه المخاطر مع أطبائهم بشكل مُفصّل قبل بدء العلاج.
نصائح لِمَرضى الفشل الكلوي
إليك بعض النصائح التي يُنصح باتباعها عند الإصابة بالفشل الكلوي:
- اتّباع نظام غذائي صحي يُناسب حالة الفشل الكلوي، وذلك بتقليل كمية البروتين والبوتاسيوم والفوسفور والصوديوم في الطعام.
- شرب كميات كافية من السوائل اليومية، حسب توصيات الطبيب.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، بعد استشارة الطبيب.
- تناول الأدوية بانتظام حسب تعليمات الطبيب.
- الذهاب إلى جميع المواعيد الطبية وإجراء الفحوصات اللازمة.
- التواصل مع فريق الرعاية الصحية عند الشعور بأي أعراض جديدة أو غير مُعتادة.
أسئلة شائعة حول الغسيل الكلوي
نستعرض فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول الغسيل الكلوي:
هل الغسيل الكلوي مُؤلم؟
لا يُعدّ الغسيل الكلوي عملية مُؤلمة، ولكن قد يُسبّب بعض الإنزعاج أو الشعور بالوخز أثناء إدخال الإبرة أو القسطرة.هل يُمكن لِمَريض الغسيل الكلوي العيش حياة طبيعية؟
نعم، يستطيع مرضى الغسيل الكلوي العيش حياة طبيعية إلى حدّ ما، بشرط الالتزام بخطة العلاج والتقيّد بتعليمات الطبيب، وممارسة أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي.ما هي مدة العلاج بالغسيل الكلوي؟
تختلف مدة العلاج بالغسيل الكلوي من مريض إلى آخر وحسب حالة المريض الصحية واستجابته للعلاج. يُعدّ الغسيل الكلوي حلًا مؤقتًا لحين إجراء عملية زرع كلى.هل هناك بدائل عن الغسيل الكلوي؟
يُعدّ زرع الكلى هو البديل الأمثل للغسيل الكلوي، حيث يُتيح للمريض التخلّص من جلسات الغسيل والعيش حياة طبيعية.المصادر:
إخلاء المسؤولية
تُقدّم هذه المعلومات للإفادة العامة فقط، ولا تُغني عن استشارة الطبيب المختص. يجب على المرضى استشارة أطبائهم للحصول على المشورة الطبية المناسبة لحالتهم.
التسميات
التحضير لزراعة الكلى