معايير زراعة الكلى: من هو المؤهل؟
تُعدّ زراعة الكلى حلّاً مثاليًا للعديد من مرضى الفشل الكلوي المُزمن، إذ تُحسّن من جودة حياتهم وتُتيح لهم التخلّص من جلسات الغسيل الكلوي المُرهقة. لكن لا تُناسب هذه العملية الجميع، فهناك مجموعة من المعايير الصحية التي يجب أن تتوفر في المريض للتأكد من أهليّته للخضوع للجراحة و حصوله على أفضل النتائج الممكنة. يشمل ذلك تقييم عمره، وحالته الصحية العامة، ووجود أي أمراض مزمنة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التاريخ العائلي و نمط الحياة.
 |
| معايير زراعة الكلى: من هو المؤهل؟ |
وتُحدّد هذه المعايير من خلال فريق طبي متخصص يقوم بتقييم حالة المريض بشكل دقيق قبل اتخاذ القرار بإجراء العملية. تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان سلامة المريض و زيادة فرص نجاح الزراعة. ويُراعي الفريق الطبي في تقييمه مجموعة واسعة من العوامل، بدءًا من التاريخ الطبي للمريض وحتى حالته النفسية واستعداده للالتزام بنمط حياة صحي بعد العملية.
الحالة الصحية العامة
يُقيّم الفريق الطبي الحالة الصحية العامة للمريض للتأكد من قدرته على تحمّل العملية الجراحية وتلقّي العلاج بعدها. يشمل ذلك فحص القلب، والرئتين، والكبد، وغيرها من الأعضاء الحيوية للتأكد من أنها تعمل بشكل جيد. كذلك، يتم تقييم وظائف الكلى المتبقية لدى المريض لتحديد مدى تدهورها و تأثيرها على صحته العامة.
- العمر: يُفضّل أن يكون عمر المريض بين 18 و 70 عامًا، لكن قد تُستثنى بعض الحالات إذا كانت صحتهم العامة جيدة. فقد تتم زراعة الكلى للأطفال في حالات خاصة، وكذلك لكبار السن إذا كانوا يتمتعون بلياقة بدنية جيدة و لا يعانون من أمراض مزمنة خطيرة.
- الوزن: يُفضّل أن يكون وزن المريض ضمن الحدود الصحية لتجنّب مُضاعفات العملية. فالسمنة تزيد من مخاطر الإصابة بمضاعفات بعد الجراحة، مثل الجلطات والالتهابات. لذلك، قد ينصح الفريق الطبي المريض بخسارة الوزن قبل الخضوع للزراعة.
- الأمراض المُزمنة: يُمكن أن تُؤثّر بعض الأمراض المُزمنة، مثل أمراض القلب والسّكري وضغط الدم المرتفع، على مُلاءمة المريض للزراعة. فوجود هذه الأمراض قد يزيد من مخاطر مضاعفات الجراحة و يؤثر على نجاح الزراعة. لذلك، يقوم الفريق الطبي بتقييم مدى سيطرة المريض على هذه الأمراض واتخاذ القرار المناسب.
- التاريخ الطبي: يُراجع الفريق الطبي التاريخ الطبي للمريض للتعرّف على أي أمراض أو عمليات جراحية سابقة قد تُؤثّر على عملية الزراعة. يشمل ذلك التاريخ العائلي للأمراض المُزمنة و استخدام بعض الأدوية.
- الحالة النفسية: يُمكن أن تُؤثّر الحالة النفسية على نجاح العملية، لذلك يُقيّم الفريق الطبي استقرار المريض النّفسي. فالتوتر والقلق والاكتئاب قد تُؤثّر على التئام الجروح و تزيد من مخاطر الإصابة بمضاعفات بعد العملية.
يُعدّ التقييم الدّقيق للحالة الصحية العامة للمريض أمرًا حيويًا قبل اتّخاذ قرار زراعة الكلى. فقد تتطلب بعض الحالات علاجًا مُسبقًا قبل الزراعة للتّقليل من مخاطر المُضاعفات و زيادة فرص نجاح العملية.
شروط إضافية
بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة، هناك بعض الشروط الإضافية التي يجب أن تتوفر في المريض المُرشّح لزراعة الكلى. تهدف هذه الشروط إلى ضمان التزام المريض بالخطة العلاجية بعد العملية و حماية الكِلية الجديدة من التعرّض للضرر.
- الإقلاع عن التّدخين: يجب على المريض الإقلاع عن التّدخين قبل العملية بفترة كافية، إذ يُؤثّر التّدخين على تدفّق الدم إلى الكِلية الجديدة و يزيد من مخاطر حدوث الجلطات.
- الالتزام بالعلاج: يجب أن يكون المريض على استعداد للالتزام بتناول الأدوية بعد العملية واتّباع إرشادات الفريق الطبي بشكل دقيق. يشمل ذلك تناول أدوية منع رفض الزراعة، والتي يجب تناولها مدى الحياة، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى التي قد يصفها الطبيب للوقاية من المُضاعفات.
- عدم وجود أسباب مُضادّة: يُستبعد المرضى الذين يُعانون من أمراض أو حالات صحية تُشكّل مُضاعفات خطيرة للزراعة. على سبيل المثال، يُمكن أن تُشكّل إصابة المريض ببعض أنواع السرطان أو أمراض الكبد المُزمنة مُضاعفات خطيرة بعد زراعة الكلى.
- الدعم الاجتماعي: يُفضّل أن يحظى المريض بدعم اجتماعي قوي من العائلة أو الأصدقاء لمُساعدته خلال فترة ما بعد العملية. فالدعم النفسي والاجتماعي يلعب دورًا هامًا في نجاح العملية وتعافي المريض.
يُحدّد الفريق الطبي مُلاءمة المريض للخضوع للجراحة بناءً على تقييم دقيق لكافة العوامل والمخاطر. يهدف هذا التقييم إلى اختيار أفضل مرشّحي للزراعة و ضمان حصولهم على أفضل رعاية ممكنة.
أهمية التقييم الدقيق
يُساعد التقييم الدقيق للحالة الصحية للمريض على اتّخاذ قرارات طبية صائبة وتحديد الخطة العلاجية المناسبة. و يُعدّ هذا التقييم ضروريًا لضمان سلامة المريض و زيادة فرص نجاح العملية.
- زيادة فرص نجاح العملية : كلّما كانت حالة المريض الصحية أفضل، زادت فرص نجاح عملية الزراعة. فالمريض الذي يتمتع بصحة جيدة يكون أكثر قدرة على تحمّل العملية الجراحية و التعافي بسرعة.
- تقليل مخاطر المُضاعفات : يساعد التقييم في التنبؤ بمخاطر المُضاعفات واتّخاذ الإجراءات اللازمة لتجنّبها. فمن خلال التاريخ الطبي للمريض و الفحوصات الطبية، يستطيع الفريق الطبي تحديد مخاطر حدوث مُضاعفات مثل النزيف أو العدوى أو رفض الكِلية.
- تحديد العلاج المناسب: يُساهم التقييم في تحديد الخطة العلاجية المناسبة للمريض قبل وبعد العملية. فقد يحتاج المريض إلى تناول أدوية مُحدّدة أو الخضوع لإجراءات طبية معينة قبل الزراعة لتجهيز جسمه للجراحة.
يُعدّ التقييم الدّقيق خطوة أساسيةً في عملية زراعة الكلى لضمان سلامة المريض وحصوله على أفضل النتائج الممكنة. لذلك، من الضّروري التواصل مع مركز متخصص في زراعة الكلى للحصول على المزيد من المعلومات و تحديد مُلاءمة الحالة للخضوع للجراحة.
أسئلة شائعة
من أكثر الأسئلة الشائعة التي تتبادر إلى أذهان الناس حول معايير زراعة الكلى:
- هل يُمكن إجراء عملية زراعة الكلى للمُدخّنين؟
- يُنصح بشدة بالإقلاع عن التّدخين قبل عملية زراعة الكلى بفترة كافية، وذلك لتقليل مخاطر المضاعفات و زيادة فرص نجاح العملية.
- هل يُمكن إجراء العملية إذا كان لدي مرض سّكري؟
- تعتمد إمكانية إجراء العملية على مدى سيطرة المريض على مرض السّكري و عدم وجود مضاعفات خطيرة.
- ما هي فترة انتظار الحصول على كلية للزراعة؟
- تختلف فترة الانتظار حسب عدة عوامل، منها فصيلة دم المريض و توافر المتبرعين.
إخلاء المسؤولية
المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض التثقيف والتوعية فقط، ولا تُغني عن استشارة الطبيب المُختصّ. يجب التواصل مع مُقدّم الرّعاية الصّحية للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
التسميات
التحضير لزراعة الكلى